في ظل سعي الدول نحو التنمية المستدامة، أصبح فهم ديناميات سبل العيش الريفية أمرًا بالغ الأهمية، لا سيما في المناطق التي تتجلى فيها الهشاشة الاقتصادية بشكل واضح. تقدم محافظة الإسكندرية، بما تتميز به من مشهد اجتماعي واقتصادي فريد، حالة مثيرة للاهتمام لاستكشاف سبل العيش الريفية بشكل عميق، مع التركيز على العوامل التي تسهم في تعزيز القدرة على الصمود في ظل التحديات المستمرة مثل الفقر، وتدهور البيئة، وعدم الاستقرار الاجتماعي. تبحث هذه الدراسة في تحديد وتحليل الأبعاد المتعددة التي تؤثر على المرونة بين المجتمعات الريفية. بينما اعترفت الأدبيات الحالية بهذه التحديات، هناك فجوة ملحوظة تتعلق بالتقييمات المحلية التي تأخذ في الاعتبار الخصائص الفريدة للسكان الريفيين في الإسكندرية وتفاعل الضغوط الخارجية، مثل تغير المناخ وتقلبات السوق. معالجة هذه الفجوة أمر حيوي ليس فقط للنقاش الأكاديمي ولكن أيضًا لإبلاغ صانعي السياسات والمساهمين في صياغة تدخلات فعالة تعزز من مرونة سبل العيش في المناطق الريفية في مصر. تظهر هذه الدراسة أن درجة مرونة سبل العيش الريفية الإجمالية في القرى الثلاثة في منطقة الدراسة لا تُظهر فجوة كبيرة. قرى (الغربانيات) و(بهج) أقل مرونة مقارنة بقرية (أبو صير) التي تعتبر قرية أكثر مرونة. تتمتع العوامل البيئية بتقييم متوسط في القياس، بينما تسجل جميع العوامل الأخرى (العوامل الاقتصادية، العوامل الاجتماعية والثقافية، العوامل المؤسسية والسياسية، العوامل التكنولوجية) درجات منخفضة. توصي هذه الدراسة بالعمل على رفع مستوى مرونة سبل العيش في منطقة الدراسة من خلال تحسين العوامل المؤثرة على مستوى مرونة سبل العيش، من خلال دمج جميع العناصر لكل عامل للحصول على مجتمعات ريفية أكثر مرونة.