يعتبر رصد التغيرات فى مظاهر الغطاء الأرضى واستخدامات الأراضى بشکل مستمر ودقيق ذو أهمية کبيرة فى تفسيرالعلاقة بين الأنشطة البشرية والظواهر الطبيعية فى البيئات المنغلقة کما فى واحة سيوة التى طرأ عليها الکثير من المتغيرات وعوامل الجذب التى جعلتها من أهم البيئات السياحية مما يساعد على دراسة عمليات وأنماط التغيرات فى شکل الغطاء الأرضى على فترة من الزمن کما يعتبر رصد التغير الکمى فى ملوحة التربة بهدف تقليل أثارها السلبية على انتاجية المحاصيل ذو أهمية کبيرة لمتخذى القرارات الزراعية نحو إدارة أفضل للموارد الأرضية والمائية فى منطقة واحة سيوة کنموذج للواحات المصرية.
يهدف البحث الى اجراء رصد کمى وتصنيف ورسم خرائط الوضع الحالى لأنواع الغطاء الأرضى وحالة الملوحة بالتربة وتغيراتها فى واحة سيوة التى تغطى مساحة تقدر بـ 518.2 کم2 خلال الفترة ما بين 1987 وحتى 2017 وذلک بالاستعانة بالمرئيات الفضائية للقمر الصناعى الامريکى Landsat TM1987 and Landsat 8 OLI 2017 ونظم المعلومات الجغرافية GIS والتحقق الأرضي وإجراء التحليل المعملى والأحصائى.
وبناءا على استخدام التحليل الطيفى البصرى والرقمى المتقدم والغطاء الخضرى NDVI للمرئيتين الفضائيتين المستخدمة فى الدراسة بالأضافة الى إجراء التحليل الطبوغرافى للنموذج الرقمى للأرتفاعات باستخدام GIS بجانب إجراء التحقق الحقلى فقد أمکن تمييز أنواع الغطاء الأرضى الى المستنقعات الملحية والسبخات والأراضى المنزرعة وأرضى بها غطاء خضرى طبيعى (الحشائش) وأراضى قاحلة والمناطق العمرانية والبحيرات والکثبان الرملية والتلال، کما أمکن خلال الفترة الزمنية محل الدراسة رصد حدوث تغيرات واضحة فى أنواع الغطاء الأرضى وخاصة الزيادة الهائلة فى مساحة البحيرات المالحة والمستنقعات والکثبان الرملية وأثارها الضارة على ألأراضى الزراعية والطرق والمواقع الأثرية والمناطق العمرانية خلال فترة الدراسة والتى إرجعت الى سوء إدارة الموارد الارضية ، مما تسبب فى تدهور خواص الأراضى وارتفاع مستوى الماء الأرضى فى أجزاء عديدة من واحة سيوة. وکذا بناءا على استخدام دليل الملوحة NDSI المقدر من التحليل الطيفى لبعض الحزم الطيفية االخاصة بالکشف عن الملوحة للصور الفضائية المستخدمة بجانب ايجاد العلاقة الکمية لتحليل الانحدار المتعدد Regration analysis بين قيم التوصيل الکهربى ECe لمستخلص عجينة التربة المشبعه للعينات الممثلة لمنطقة الدراسة وقيم دليل الملوحة NDSI المقدرة من الصور الفضائية ، فقد تم انتاج خرائط حالة الملوحة فى عامى 1987 و2017 والتى اوضحت انه فى عام 1987 ان النسبة الاکبر من مساحة منطقة الدراسة کانت متأثرة بالملوحة بدرجة خفيفة جدا (34.1%)، فى حين کانت مساحة الاراضى ذات درجة التأثر بالملوحة العالية 27 % يليها مساحة الاراضى ذات درجة التأثر بالملوحة الخفيفة ثم المتوسطة التأثر بنسب 17.4 % و17.1 % من مساحة منطقة الدراسة على الترتيب وعلى اعتبار أن باقى المساحة إما مغطاة بمياه البحيرات أوالمبانى والتلال. کما اوضحت دراسة الخرائط المنتجة فى عام 2017 أن مساحة الاراضى المتأثرة بالملوحة بدرجة عالية قد زادت مقارنة بعام 1987 حيث وصلت النسبة الى 39.1 % من المساحة الکلية لمنطقة الدراسة، فى حين أن مساحة الاراضى المتأثرة بالملوحة بدرجة خفيفة جدا يليها المتأثرة بدرجة خفيفة ثم يليها المتأثرة بدرجة متوسطة کانت بنسب 18.9 % و 13.2 % و 14.5 % على الترتيب من المساحة الکلية لمنطقة الدراسة، وأن معظم الاراضى المتأثرة بالاملاح ذات مستوى ماء أرضى ضحل وذلک يرجع الي طول فترة الزراعة بالرى الغير رشيد والذى سوف يؤثر سلبا على قدرة الاراضى الانتاجية مستقبلا ما لم يتم التدخل على اساس علمى للحد من تفاقم المشاکل ووضع حلول سليمة لعلاج اثارها. والجدير بالذکر ان الدراسة اتفقت مع الدراسات السابقة محليا وخارجيا من ان ادوات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية والادلة الخاصة بالکشف عن الغطاء الخضرى NDVI ودليل الملوحة NDSI هي ذات کفاءة عالية فى رصد التغيرات فى الغطاء الأرضى واستخدامات الأراضى والأراضى المتأثرة بالاملاح ويمکن أستخدامها فى أماکن أخرى وتساعد متخذى القرارات فى وضع البرامج والخطط التنموية المستدامة.