بعض الجوانب الاقتصادية لمحصول الزيتون في ليبيا

نوع المستند : Original Article

المؤلف

قسم الاقتصاد، كلية الاقتصاد، جامعة عمر المختار

المستخلص

تتميز محاصيل الفاكهة في ليبيا ومنها الزيتون بأهميتها كمصدر لدخل المزارع الليبي، فهي في غالبيتها من المحاصيل النقدية ذات العائد الكبير مقارنة بباقي المحاصيل الأخرى بالمزرعة، ويعد الزيتون من المحاصيل الرئيسية في ليبيا نظراً لاحتوائه علي العناصر الغذائية المفيدة للجسم مثل الدهون والفيتامينات وتؤكل ثماره طازجة بعد تخليلها أو يتم عصرها لاستخراج زيت الزيتون الغني بالعناصر الغذائية. وقد بلغ متوسط إنتاج محصول الزيتون حوالي 132.4 ألف طن كمتوسط الفترة (2000-2004) زاد إلي نحو 173.7 ألف طن خلال الفترة (2017-2021) بنسبة زيادة بلغت نحو 31.2% مقارنة بالفترة الأولي. وعلي الرغم من زيادة الإنتاج الكلي من الزيتون خلال الفترتين السابقتين، إلا أن إنتاجية الهكتار قد انخفضت من حوالي 1.28 طن للهكتار كمتوسط للفترة (2000-2004) إلي حوالي 0.61 طن للهكتار كمتوسط للفترة (2017-2021) بنسبة انخفاض بلغت حوالي 52.3% مقارنة بالفترة الأولي، ولذلك كان الاهتمام بدراسة العوامل التي أدت إلي تذبذب إنتاجية الهكتار من سنه لأخري في منطقة الدراسة بالجبل الأخضر علي الرغم من زيادة المساحة المخصصة لزراعة الزيتون علي مستوي ليبيا، الأمر الذي تطلب دراسة المشاكل الإنتاجية والتسويقية لمحصول الزيتون من وجهة نظر المبحوثين والحلول المقترحة لتلك المشاكل.
أستهدف هذا البحث بصفة رئيسية دراسة بعض الجوانب الاقتصادية لمحصول الزيتون في ليبيا من خلال التحليل الاقتصادي للفجوة الغذائية والأمن الغذائي الليبي من الزيتون من خلال دراسة عدة أهداف فرعية تمثلت في: تقدير نماذج الاتجاهات العامة الزمنية لبعض المؤشرات الاقتصادية للزيتون في ليبيا خلال الفترة (2000-2021)، ودراسة أهم مؤشرات الأمن الغذائي الليبي للزيتون، وتقدير حجم الفجوة الغذائية من الزيتون ومعرفة أهم العوامل المسئولة عنها، ودراسة المشاكل الإنتاجية والتسويقية التي تواجه مزارعي الزيتون والحلول المقترحة من وجهة نظرهم وذلك من خلال استبيان صمم لهذا الغرض لعينة عشوائية بسيطة من مزراعي الزيتون بمنطقة الجبل الأخضر بليبيا خلال عام 2022.
إعتمد هذا البحث على كل من أسلوبي التحليل الوصفي والتحليل الكمي ممثلاً في تقدير بعض النماذج الاتجاهية للمتغيرات الاقتصادية موضع البحث في صورتها الخطية ونصف اللوغاريتمية في المتغير التابع لاحتساب معدلات النمو السنوية لتلك المتغيرات، وكذلك تم استخدام أسلوب تحليل الانحدار المتعدد لمعرفة أهم العوامل المسئولة عن حجم الفجوة الغذائية من محصول الزيتون، كما تم استخدام بعض المؤشرات الاقتصادية لقياس أثر العوامل المؤثرة علي معامل الأمن الغذائي الليبي من الزيتون. 
تم الاعتماد على البيانات الثانوية المنشورة التي تصدرها منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، والبيانات الأولية لعينة عشوائية بسيطة من بعض منتجي الزيتون بمنطقة الجبل الأخضر. كما تم الاستعانة ببعض الأبحاث والرسائل العلمية وبعض المراجع الأجنبية المرتبطة بموضوع البحث، هذا فضلاً عن استخدام شبكة الإنترنت الدولية للحصول علي المعلومات المرتبطة بالبحث.
تبين من النتائج المتحصل عليها أن بعض متغيرات البحث قد أخذت اتجاهاً عاماً تصاعدياً معنوي إحصائياً عند مستويات المعنوية المألوفة (0.05 ،0.01) مثل الاستهلاك القومي من الزيتون، والاستهلاك المحلي اليومي، وبعضها أخذ اتجاها عاماً تناقصياً معنوي إحصائياً مثل الاستهلاك الفردي من الزيتون، وكذلك لم تتبين المعنوية الإحصائية لمتغيرات الإنتاج المحلي من الزيتون ونسبة الاكتفاء الذاتي وفترة تغطية الاستهلاك اليومي عند أي من مستويات المعنوية المألوفة، بينما اختلفت معدلات النمو السنوي كما يتضح من البحث.
في ضوء ما أوضحه البحث من نتائج فإنه يوصي بالآتي:
1- ينبغي تحسين الأساليب الزراعية وعمليات خدمة المحصول، والاستفادة من التجارب العالمية في هذا المضمار لرفع مستويات إنتاجية أشجار الزيتون المثمرة والتوسع الرأسي في مستويات الإنتاج والعمل على تقديم التسهيلات اللازمة لتوفير مخازن مبردة بالقرب من أماكن الإنتاج لحفظه وتخفيف تدفق الإنتاج إلي الأسواق أثناء الموسم.
2 - يجب على الجهات المسؤولة وضع آلية تسويقية مناسبة للاستفادة من القيمة المضافة للزيتون.
3ـ - إرشاد المنتجين بالاهتمام بالعمليات الإنتاجية للزيتون حتى يمكن الارتفاع بإنتاجية الهكتار.
4 - تشجيع المزارعين وحثهم على الاهتمام بالخدمات التسويقية من فرز وتدريج وتعبئة والتي تعمل على تحسين مواصفات المنتج النهائي حتى يمكن تسويق محصول الزيتون بأفضل الأسعار.
5- زيادة الاستثمارات الموجهة إلي التصنيع من خلال توجيه جزء من الاعتمادات المخصصة للعمليات الاستيرادية إلي زيادة وجودة الإنتاج الزراعي.
6- ضرورة الاهتمام بآداء العمليات الزراعية في مواعيدها المناسبة وذلك لزيادة إنتاجية الهكتار.
7- ضرورة تكثيف جهود الإرشاد الزراعي ومراكز البحوث الزراعية بالتعاون مع مهندسي المصانع والإدارات الزراعية والمشرفين الزراعيين بتوعية الزراع بأهمية مقاومة الآفات والأمراض التي تصيب المحصول، ومساعدتهم فى الحصول على المبيدات غير الضارة بالبيئة اللازمة لذلك.
8- رفع الجدارة الإنتاجية لمحصول الزيتون من خلال تعميم الأصناف المرتفعة الإنتاجية والتي تناسب كل مركز من المراكز الإدارية في ليبيا.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية