الاستراتيجية المأمولة لتحسين نوعية مياه الصرف الزراعى للرى

يعتبر نهر النيل المورد الرئيسى للمياه السطحية العذبة فى مصر. ونتيجة لمحدودية نصيب مصر من هذه المياه فإن الهيئات المعنية المصرية قد وضعت فى خططها المائية إعادة إستخدام المصادر الغير تقليدية للمياه مثل مياه الصرف الزراعى والمياه العادمة فى الرى الزراعى ومن المعروف أن مياه هذين المصدرين ذات نوعية منخفضة أو رديئة مما أدى ذلک بأن وضعت الحکومة المصرية قوانين وتشريعات محددة عن إعادة إستخدام هذه المياه فى رى الأراضى الزراعية. ومن أهم هذه القوانين؛ قانون رقم (48) لعام 1982 والمرسوم رقم (8) لعام 1983 واللذان يحددان نوعية المياه التى تصرف فى المجارى المائية. ويعتبر الهدف الرئيسى لهذا القانون هو حماية نهر النيل والمجارى المائية من التلوث. بالإضافة إلى ذلک فإن المرسوم الوزارى رقم (256) لعام 1994 وکذا رقم (44) لعام 2000 يحددان المتطلبات الخاصة والمحاذير عند الرى بالمياه العادمة.
استخدم دليل نوعية الماء لتقييم رتبة نوعية ماء المصارف الرئيسية فى مصر. وقد أظهرت النتائج أن نوعية مياه مصارف مصر العليا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
ذات نوعيات تتراوح من رديئة جداً إلى جيدة جداً، بينما فى حالة مياه مصارف دلتا النيل فقد تراوحت النوعية أو الرتبة من رديئة جداً إلى جيدة.  ويعزى تدهور نوعية هذه المياه إلى تأثير المياه الملوثة التى تصب فى هذه المصارف. وقد وجد أنه فى حالة حوض المصرف الرئيسى فإن المصارف الصغيرة تمد المصرف الرئيسى بمياه ذات نوعية رديئة.
ولکى يحدث تحسين فى نوعية مياه المصرف الرئيسى يجب أولاً معالجة مياه المصارف الصغيرة والتى تکون عادة رديئة النوعية. ويعتبر نظام الأرض الرطبة لمعالجة المياه العادمة مناسباً لمعالجة مياه المصرف الصغير على أن يجرى ذلک عند نقطة محددة قبل تدفق الماء المعالج إلى المصرف الرئيسى. وقد أوضحت الدراسات المتعددة أن هذا النظام ذات کفاءة عالية لإزالة معظم الملوثات من المياه العادمة، کذلک فإنه من السهل تصميم وبناء هذا النطام فى الموقع المناسب، کما أنه لا يتطلب رأس مال کبير بل أنه قليل التکلفة إلى جانب کونه من السهولة صيانته بإستخدام أفراد ومهنيين ذات خبرة متوسطة بالإضافة إلى امکانية مساهمة السکان المحليين فى إدارة هذا النظام بکفاءة ونجاح.