لقد تطور علم البيدولوجى فى الآونة الأخيرة تطورا ملحوظا حيث إشتملت طرق الدراسة على معايير کمية دقيقة لتوصيف التوزيع المکانى لصفات وخواص التربة والتى لا تتوزع عشوائيا بل إنها تتبع فى ذلک نمطا مميزا وفقا لعوامل وعمليات تکوين الأراضى. وتعتمد هذه الدراسة على أن التغير المتسلسل فى صفات التربة والذى يحدث بأراضى أحواض التجميع المائى يکون إستجابة لحرکة صرف مياة الأمطار سواء کان ذلک على سطح التربة أو بداخلها. وتهدف تلک الدراسة إلى توصيف توزيع خصائص التربة بناءا على إرتباطها بالصفات الطبوغرافية نتيجة تأثير الأخيرة على حرکة التدفق المائى ومن ثم على إعادة توزيع الأملاح والرواسب. أختيرت منطقة الدراسة والتى تمتد على مساحة 1920 فدان لتمثل حوض التجميع المائى لوادى الشبيطى أحد مجارى الصرف المائى والذى يبعد عن مطروح بـ 68 کم غربا. تم حصر منطقة الدراسة کمتسلسلة أرضية بإستخدام 30 قطاع أرضى ممثل على إمتداد خطيى قطع عرضيين للوحدات الجيومورفولوجية الممثلة للمنطقة بدءا من الهضبة الجيرية الجنوبية حتى نهاية السهل الساحلى الشمالى لتمثيل کافة الإختلافات الطبوغرافية بها. وبناءا على التحليل المعملى أمکن تمييز عدد ثمان وحدات أرضية تباينت فيما بينها فى صفات عمق القطاع الأرضى والقوام والملوحة. حيث تبين أن 59.7% من المساحة المدروسة ذات قطاع أرضى متوسط العمق بينما شغلت التربة العميقة وشديدة العمق 21.6 % من إجمالى المساحة. ساد المنطقة قوام التربة الطمى الرملى والطمى الطينى الرملى على 88.4 % من المساحة المدروسة. معظم المنطقة تعد هينة إلى متوسطة الملوحة بينما إنحصرت المواقع المتأثرة بالملوحة على مساحة 26.7%. تم إنشاء النموذج الرقمى للإرتفاعات لحوض التجميع المائى للوادى بإستخدام نظام شبکى منتظم محدد الإحداثيات أبعاده 100م، وعند مواقع التقاطع بالشبکة تم حساب الصفات الطبوغرافية الأولية والتى تشمل الميل- الهيئة- مساحة الحصاد المائى-مسار التدفق الأکبر- تقوس سطح التربة. کما تم حساب الأدلة الطبوغرافية الثانوية والتى تربط أسباب تکوين التربة بأنماط توزيع صفاتها، والتى تشمل دليل الإبتلال wetind - دليل تدفق المياة strind– دليل حرکة الرواسب sedind، مع رسم خرائط التوزيع المکانى لکل دليل بحوض التجميع المائى. أوضحت النتائج أن الإرتفاعات بحوض وادى الشبيطى إنحدرت من 80 إلى 5 م فوق مستوى البحر، مما نشأ عنه ميول سطحية معظمها شمالية تراوحت ما بين 0.3- 6.2%، حيث صنف ميل سطح الأرض معها إلى خمسة أقسام ما بين المستوى والمائل مع سيادة السطوح ذات الميل الهين(1-2%) على مساحة 52.8% من المنطقة وإنحصار السطوح المائلة(5-10%) على 8.4% من إجمالى المساحة. قسمت المنطقة بناءا على قيم دليل الإبتلال wetind لثلاث أقسام معبرة عن تشبع التربة بالماء حيث صنف 25.8% من إجمالى المساحة "کمناطق تشبع" بينما سادت مناطق "التدفق السطحى المرتفع" باقى المنطقة على 49.6%. من ناحية أخرى إنخفضت قيم دليلى حرکة الرواسب sedind وقوة التدفق strind بالمنطقة المدروسة حيث بلغا قيما معنوية فقط على 17.5% و21.6% من إجمالى المساحة على الترتيب. مصفوفة معاملات الإرتباط بين الصفات الطبوغرافية والأرضية أوضحت أن الميل کمعيار طبوغرافى أولى هو الأکثر إرتباطا بتوزيع صفات عمق التربة- الملوحة- الرمل- السلت- الطين- تفاعل التربة- الجير، على الترتيب، حيث تراوح معامل الإرتباط ما بين 0.58- 0.81. بينما کان دليل الإبتلال کمعيار طبوغرافى ثانوى هو الأعلى إرتباطا مع صفات الرمل – عمق التربة- الطين- السلت- الملوحة، على الترتيب، حيث تراوح معامل الإرتباط ما بين 0.52 – 0.77. وأوضحت النتائج أيضا أن التربة العميقة أو الشديدة العمق لا تتکون بالمنطقة إلا عندما ينخفض الميل عن 1 % ويزيد دليل الإبتلال عن 5. کما أن التربة الملحية لا تتکون إلا عن ميول أقل من 2% ودليل إبتلال أکبر من 5. أستخدم الإرتداد الخطى متعدد المراحل لحساب معادلات إرتباط الصفات الطبوغرافية بالأرضية إحصائيا حيث أکدت الدراسة على وجود إرتباط معنوى بينهما عند مستوى معنوية 0.01 نظرا لإرتفاع معامل الإرتداد ليبلغ 0.68- 0.48- 0.55- 0.40 على الترتيب لصفات عمق قطاع التربة- الملوحة- نسبة الرمل- نسبة الطين. ثم أستخدمت معادلات الإرتداد لتقدير خصائص عمق التربة والقوام والملوحة بدلالة الصفات الطبوغرافية مع رسم خرائط توزيعاتها مکانيا. قورنت تلک الصفات المقدرة للتربة بالقيم الحقيقية حيث أکدت الدراسة على أن هناک تقارب کبير فى التوزيع المکانى بين وحدات التربة المقدرة والحقيقية تم تأکيده کميا من خلال إنخفاض قيم الخطأ العيارى للتقدير، إضافة لزيادة قدر التفاصيل الجديدة والتى أدرجت بداخل وحدات التربة الأصلية. وتأتى أهمية البحث التطبيقية فى محاولة إستغلال إرتباط صفات التربة بطبوغرافية السطح فى تحديد تغيرات صفات التربة بداخل کل وحدة أرضية متجانسة جاءت بخريطة التربة التقليدية للمنطقة المدروسة، وبالتالى زيادة درجة إيضاح تفاصيل التوزيع المکانى لصفات التربة والذى يتحقق معه أصدق تمثيل للإختلافات الأرضية تزامنا مع إستهلاک أقل وقت وجهد وتکاليف مصاحبة لعملية الحصر.
عبد الهادى خليفة, محمد عزت. (2013). التحليل الطبوغرافى للأرض کمعيار لصفات التربة بوادى الشبيطى، الساحل الشمالى الغربى، مصر. مجلة الإسکندرية للتبادل العلمى, 34(October- December), 416-429. doi: 10.21608/asejaiqjsae.2013.3105
MLA
محمد عزت عبد الهادى خليفة. "التحليل الطبوغرافى للأرض کمعيار لصفات التربة بوادى الشبيطى، الساحل الشمالى الغربى، مصر", مجلة الإسکندرية للتبادل العلمى, 34, October- December, 2013, 416-429. doi: 10.21608/asejaiqjsae.2013.3105
HARVARD
عبد الهادى خليفة, محمد عزت. (2013). 'التحليل الطبوغرافى للأرض کمعيار لصفات التربة بوادى الشبيطى، الساحل الشمالى الغربى، مصر', مجلة الإسکندرية للتبادل العلمى, 34(October- December), pp. 416-429. doi: 10.21608/asejaiqjsae.2013.3105
VANCOUVER
عبد الهادى خليفة, محمد عزت. التحليل الطبوغرافى للأرض کمعيار لصفات التربة بوادى الشبيطى، الساحل الشمالى الغربى، مصر. مجلة الإسکندرية للتبادل العلمى, 2013; 34(October- December): 416-429. doi: 10.21608/asejaiqjsae.2013.3105