تأثير إستغلال الأراضى والظروف البيئية الحالية على التنمية الزراعية بوادى سنور بنى سويف- مصر

نوع المستند : Original Article

المؤلفون

المستخلص

إن نجاح التنمية الزراعية بالمناطق حديثة الإستصلاح مرهون بتحديد إستخدامات أرضية متوافقة بيئيا، حيث أن تحديد الإستغلال الأرضى مرتبط بالإمکانيات الأرضية والظروف البيئية وجميعها يؤثر على تحقيق التنمية المستدامة. وتعد أراضى مخرج وادى سنور أحد المواقع الواعدة للتنمية الزراعية بالظهير الصحراوى لمحافظة بنى سويف حيث تمتد منطقة الدراسة على مساحة حوالى 5 آلاف فدان قد تم إستصلاحها جزئيا منذ 1985. ويهدف البحث إلى تقييم أراضى هذه المنطقة للتعرف على المحدات الزراعية السائدة فى منطقة الدراسة لتحديد بدائل الإستخدام الأرضى المتوافقة مع المحدات السائدة، مع دراسة إمکانية إستزراع مساحات جديدة وإعداد سيناريو الإستخدام الزراعى لها، إضافة لتقييم تأثير الإستغلال الزراعى الحالى على بعض خواص التربة. کما يهدف البحث إلى دراسة الوضع البيئى للمنطقة ونماذج الإنتفاع القائمة ومدى تأثيرهما على نجاح التنمية الزراعية. حيث تم حصر أراضى منطقة الدراسة بإستخدام ثلاثون قطاعا أرضيا وبناءا على تتابع طبقاتها تم تجميع عينات التربة الممثلة والتى تعرضت للتحليل المعملى لتقدير صفات التربة الطبيعية والکيميائية والخصوبية. کما تم إستيفاء عددا من الإستمارات لإستبيان بعض البيانات الحقلية والبيئية عند مواقع الملاحظة المستغله. صنفت منطقة الدراسة لتتبع رتبة الإنتيسول وصولا لتحت المجموعة Typic Torripsamments  و  Lithic Torripsamments، کما أمکن تمييز عدد 6 أنواع أرضية بداخل هذه الوحدات تباينت فى صفات عمق القطاع الأرضى وقوام التربة، قد سادتها وحدة التربة عميقة القطاع ذات القوام المتوسط أعلى الخشن على مساحة 32.4% من منطقة الدراسة. أوضحت النتائج أن قدرة تربة منطقة الدراسة الإنتاجية متباينة حيث قسمت إلى أربعة أقسام، إنتاجية  متوسطة على إمتداد مساحة 32.4% بينما شغلت قدرة التربة الفقيرة مساحة  32.3% من منطقة الدراسة، وتدنت القدرة الإنتاجية  لتکون  فقيرة  جدا  أو  غير  زراعية  على  إمتداد
17.9% و17.4% على الترتيب من إجمالى المساحة. وحددت الدراسة مجموعة معوقات الإنتاج الزراعى مع إختلاف درجاتها وإنتشارها بوحدات الأراضى المختلفة بمنطقة الدراسة فى وعورة الطبوغرافيا، إنتشار وجود السطوح الصخرية، ضحالة عمق قطاع التربة، خشونة القوام وإنخفاض نسب المکون الطينى، إنتشار وجود الحصى والفتات الصخرى المجوى، إرتفاع ملوحة بعض طبقات التربة، إرتفاع نسبة الجير ببعض المواقع، التدنى العام فى مادة التربة العضوية ومغذيات التربة. بالنسبة لسيناريو الإستغلال الزراعى الأمثل أوضحت الدراسة أن أشجار نخيل البلح والزيتون والجوافة والرمان هى أنجح محاصيل بستانية بالمنطقة إلى جانب بعض محاصيل الخضر کالبصل والثوم والتى يوصى بتحميلها بين صفوف الأشجار. وعموما أکدت الدراسة على وجود ثلاث أقسام لدرجات ملائمة أشجار الزيتون کأستغلال أرضى حالى للإستزراع بالمنطقة وهى ملائم هامشيا على 67.7% من إجمالى المساحة، وغير ملائم مؤقتا أو غير ملائم دائما على 17.9% و17.4% على الترتيب من المساحة الکلية المدروسة. وبناءا على مقارنة بيانات التربة الحالية بتلک الواردة قبل عشر سنوات عند ذات المواقع تبين أن الإستخدام الحالى للأراضى قد أثر على بعض صفات التربة کتحسن مستوى خصوبة التربة نتيجة المعاملات التسميدية وترکز ملوحة التربة أسفل السطح نتيجة عملية الغسيل. وأوضحت الدراسة الحقلية الميدانية لمنطقة الدراسة تدهور حالة بعض المرافق کالطرق وقنوات الرى وخدمات توصيل التيار الکهربائى لماکينات الرى فضلا عن منازعات ملکية الأراضى بين الملاک وإدارة المحافظة، وتوصى الدراسة أنه من خلال دمج تقييم خصائص التربة والظروف البيئية وتأثيرهما على إستخدام الأرض ومستوى الإنتفاع منها بإمکانية تعميم إستزراع أشجار الزيتون فى المساحات الجديدة مع تقنين إستخدام الأراضى فى صورة حقوق إنتفاع مؤقته لضمان جدية الإستصلاح والإستزراع.

الموضوعات الرئيسية