دراسة تحليلية للموارد المائية بالقطاع الزراعي في مصر

نوع المستند : Original Article

المؤلف

قسم بحوث الاراضي والمياه، معهد بحوث الاقتصاد الزراعي، مرکز البحوث الزراعية

المستخلص

تعد ندرة المياه إحدى أکبر وأخطر التحديات التي تواجهها مصر نظرًا لکونها أزمة ترتبط بالأمن القومي المصري والتنمية ومستقبل الأجيال القادمة. ومن ثم يهتم البحث بتحليل جانبي العرض و الطلب على الموارد المائية بالقطاع الزراعي في مصر وکانت أهم النتائج البحثية أن هناک اتجاها عاماً تزايدياً معنوي إحصائيا في حجم المياه المتاحة قدر بنحو 0.7917 مليار م3 وقد بلغ معامل التحديد نحو 0.95 ، وقد بلغ قيمة F المحسوبة حوالي 250 مما يشير إلي معنوية النموذج عند 1%. وبالرغم من ذلک يتضح محدودية الموارد المائية المتاحة في مصر في ظل التحديات التي تواجهها من زيادة سکانية ، واحتياجات عمليات التنمية للموارد مائية ، الصراع بين دول حوض النيل. کما أن هناک اتجاها عاماً تزايدياً معنوي إحصائيا في کمية المياه المستخدمة قدر بنحو 0.8356 مليار م3 وقد بلغ معامل التحديد نحو 0.84 ، وقد بلغ قيمة F المحسوبة حوالي 73.41 مما يشير إلي معنوية النموذج عند 1%.
کما تبين ان إجمالي حجم مياه الري المستخدمة للعروات الثلاثة والفاکهه وفقاً لمقنن الحقل قد تراجع من نحو 43.65 مليار م3 عام 2016 إلي نحو 40.16 مليار م3 عام 2019 بنسبة قدرت بنحو 7.99% . وقد يرجع ذلک إلي اخفاض المساحات المنزرعة بالمحاصيل . کما تبين ان إجمالي حجم مياه الري المستخدمة للعروات الثلاثة والفاکهه وفقاً لمقنن أفمام الترع قد تراجع من نحو 44.47 مليار م3 عام 2016 إلي نحو 43.07 مليار م3 عام 2019 بنسبة قدرت بنحو 3.16% . وقد يرجع ذلک إلي اخفاض المساحات المنزرعة بالمحاصيل .کما ان إجمالي حجم مياه الري المستخدمة للعروات الثلاثة والفاکهه وفقاً للمقنن عند أسوان قد تراجع من نحو 46.65 مليار م3 عام 2016 إلي نحو 45.55 مليار م3 عام 2019 بنسبة قدرت بنحو 2.35%. کما اوضحت النتائج أن حجم الفاقد الکلي في المياه من أسوان إلي الحقل قد تأرجح بين حد أدني 3.00 مليار م3 عام 2016 وحد أقصي بلغ نحو 19.25 مليار م3 عام 2008. بمتوسط قدر بنحو 11.42 مليار م3 خلال فترة الدراسة من 2005-2019 بمعامل اختلاف قدر بنحو 46.5%.
کما تبين أنه بالنسبة لمحاصيل العروة الشتوية فقد حقق محصول البرسيم أعلى إنتاجية فدانية قدرت بنحو 31.79 طن للفدان وأعلى إنتاجية متر مکعب قدرت بنحو 8.01 کجم/م3،  بينما تفوقت محاصيل الخضر الشتوية في باقي المؤشرات الاقتصادية  حيث حققت أعلى عائد متر مکعب من المياه  وأعلى صافي عائد متر مکعب من المياه بنحو 44.96 جنيه/م3، 25.48 جنيه /م3  انتاجية المتر المکعب بالنسبة لمحاصيل العروة الصيفية أوضحت النتائج أن محصول قصب السکر قد حقق أعلى إنتاجية فدانية ، أعلى إنتاجية متر مکعب قدرت بنحو  48.21 طن/فدان، 4.75 کجم/م3على الترتيب. بينما تفوقت محاصيل الخضر الصيفية في باقي المؤشرات الاقتصادية  حيث حققت أعلى عائد متر مکعب من المياه وأعلى صافي عائد متر مکعب من المياه بنحو 38.25 جنيه/م3، 19.84 جنيه /م3 على الترتيب بالنسبة لمحاصيل العروة النيلية تبين أن أعلى إنتاجية فدانية کان من نصيب محاصيل الخضر النيلية حيث قدرت بنحو 9.55 طن/فدان . کما حققت محاصيل الخضر النيلية أعلى أنتاجية متر مکعب من المياه بلغت نحو 3.65 کجم /م3 کذلک حققت أعلى عائد متر مکعب من المياه  وأعلى صافي عائد متر مکعب من المياه بنحو 15.06 جنيه/م3 ، 8.20 جنيه/م3
کما أوضحت النتائج أن من أسباب الاهتمام باقتصاديات الموارد المائية أولا: أزمة الغذاء وحجم الفجوة الغذائية في مصر بدأت الفجوة الغذائية في التزايد بداية من عام 2008 بداية الآزمة المالية مما أدي إلي حدوث تقلبات سعرية .وقد يرجع التزايد في حجم الفجوة الغذائية إلي الزيادة السکانية الذي أدي إلي زيادة الطلب على الغذاء خاصة على أهم المحاصيل الاستراتيجية کالقمح ، الأرز، الذرة. ثانياً:الزيادة السکانية في مصر و انخفاض نصيب الفرد من الموارد المائية النيلية من نحو 786 م3 عام 2005 إلي نحو 561 م3 عام 2019 بنسبة انخفاض قدرت بنحو 28.6% عن 2005. ثالثاً زيادة حجم الموارد المائية المستخدمة في القطاع الزراعي حيث تزايد حجم الموارد المائية المستخدمة في القطاع الزراعي من نحو 59 مليار م3 عام 2005 إلي نحو 61.63 مليار م3 عام 2019 بنسبة زيادة قدرت بنحو 4.5%  ويرجع ذلک إلي الزيادة السکانية الذي أدت إلي زيادة الطلب على الغذاء مما أدي إلي زيادة المساحات المزروعة وزيادة استهلاک المياه. رابعاً تهديدات سد النهضة الأثيوبي: تواجه مصر بعض الأطماع الواضحة لبعض الدول بمصادرنا المائية المتاحة ومن ثم يجب الإشارة إلى أن الآثار السلبية للسدود الأثيوبية على مصر والسودان تتمثل في سعتها التخزينية وباستهلاک المياه في الزراعات المروية، إذ أن السعة التخزينية ستخصم من مخزون المياه أمام السد العالي، وبالتالي ستعود ظاهرة الجفاف والعجز المائي في سنوات الفيضان المنخفضة إلى الظهور، أما المياه التي ستستخدم للري فستکون خصما مباشرا من حصتي مصر والسودان السنوية.
بناء على النتائج السابقة يوصى البحث  بانه نظراً لتراجع متوسط نصيب الفرد من المياه والذي يستمر في التناقص بمعدلات سريعة. فإن مصر تقع تحت خط الفقر المائي ، ودخول مصر في مصاف الدول الفقيرة مائياً، ويلزم على مصر إعادة النظر في السياسات المائية المطبقة حالياُ ومستقبلياً ومراعاة تنفيذ آليات سريعة لمعالجة هذا المشکلة ومنع تفاقمها في ظل وجود زيادة مستمرة في أعداد السکان ومراعاة حقوق الأجيال القادمة في المياه.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية