حصر وتوثيق النباتات المنزرعة وتقييم تلوث الهواء في الحدائق التاريخية في الإسکندرية، مصر (أ) حديقة الشلالات

تعد الإسکندرية واحدة من أکبر المدن في مصر من حيث الکثافة السکانية والحضرية، بعد القاهرة. منذ نشأتها في 300 قبل الميلاد، کانت واحدة من أکبر المدن الکبرى في العالم القديم، ثقافيا وفکريا وسياسيا واقتصاديا. تنعکس البيئة الحضرية الأنيقة في الإسکندرية على العصور المختلفة دائمًا في إنشاء الحدائق والأماکن العامة لسکانها منذ العصر البطلمي.
يعتبر الفقد من مساحة حديقة الشلالات کبير إلى حد ما، حيث يصل إلى نسبة 56٪. هذا الاتجاه يشکل تهديدا خطيرا للحدائق الأخرى التي قد تواجه نفس التآکل الحضري العدواني. من ناحية أخرى، فإن فقدان المساحة في حدائق الإسکندرية المتبقية موجود ولکنه غير مهدد. وکانت الخسائر الرئيسية في المناطق في حديقة الشلالات. ومع ذلک، تجدر الإشارة إلى أن هذه الخسارة في المناطق الحضرية لم تؤثر على جودة المساحة المتبقية من الحدائق. تهدف هذه الورقة إلى تقديم صورة وصفية للحدائق التاريخية في الإسکندرية، من تصميمها الأولي إلى حالتها الحالية.
يتم تجميع ملامح الحديقة في شکل مجموعتين. يتکون الأول من المنشآت الأثرية بما في ذلک الخلفية التاريخية، ولمحة للعناصر المهمة التي تميز هذه الحديقة. المجموعة الثانية تتکون من المساحات النباتية المزروعة في الحديقة.
تحتوي الحديقة على مجموعات نباتية عديدة مثل الأشجار والشجيرات والمتسلقات والنخيل والنباتات العصارية. تنتمي هذه المجموعات إلى 33 عائلة و59 جنسًا و79 نوعًا. تعتبر المجموعات النباتية المزروعة في حديقة الشلالات ذات قيمة عالية بسبب تقدمها فى العمر وقلة أعدادها في مدينة الإسکندرية. تحتوي الحديقة على بعض المجموعات النباتية ولکنها تفتقر إلى الکثير من النباتات لتکمل المجموعات الموجودة في الحديقة ولاستعادة جمال وروعة الحديقة التاريخية. بالإضافة إلى أن الحديقة تقع في وسط الإسکندرية، مما يعني أنها تقع في منطقة مرورية عالية الکثافة، وبالتالي تم حساب مؤشر تحمل تلوث الهواء (APTI) للنباتات المختلفة المزروعة في الحديقة.