تاثيراضافة الکمبوست علي ذائبية وصلاحية العناصر الثقيلة في الأراضي

أجريت هذه الدراسة لتقييم إستخدام الکمبوست، المتحصل عليه من المخلفات الزراعية، علي الإتاحة الحيوية وذائبية العناصر الثقيلة– سواء الموجودة أصلا في التربة أو المضافة معمليا– لثلاثة أنواع من الأراضي المختلفة في الخواص الکيميائية ومحتوي العناصر الثقيلة.     لتحقيق هذا الهدف تم تلويث الأراضي تحت الدراسة بعناصر الکادميوم، النحاس، الزنک، والنيکل عند مستوي ترکيز ٨٠٠ مجم معدن/ کجم تربة (کل معدن علي حدة). هذه الأراضي الملوثة تمت معاملتها بالکمبوست عند ثلاثة مستويات(صفر، ٣، ٦%) ثم تم تحضينها لمدة ٣٠ يوم (دورة أولي)، ٩٠يوم(دورة ثانية) علي درجة حرارة الغرفة لبيان تأثير زمن التحضين علي ذائبية العناصر.
بعد کل دورة تحضين، تم عمل إستخلاص للعناصر تحت الدراسة من الثلاثة أراضي بأستخدام ثلاثة أنواع مختلفة من المستخلصات وهي مستخلص حامض الخليک لبيان الصورة الذائبة والمتبادلة للعنصر والقابلة للحرکة خلال قطاع التربة، مستخلصDTPA  لبيان صورة العنصر القابلة للأمتصاص بواسطة النبات، وأخيرا مستخلص بيرفوسفات الصوديوم لبيان صورة العنصر المرتبط بالمادة العضوية.
أوضحت نتائج الدراسة أن إضافة الکمبوست أدي إلي إنخفاض في ترکيز کل العناصر المستخلصة بحامض الخليک(سواء العناصر الموجودة أصلا في التربة أوالمضافة) وکان التأثير أکثر وضوحا عند معدل الإضافة العالي للکمبوست وکذلک مع زيادة فترة التحضين من الدورة الأولي إلي الدورة الثانية. هذه النتيجة تدل علي أن إضافة الکومبوست تؤدي إلي التقليل من خطورة ذائبية وحرکة العناصر السامة خلال قطاع التربة، وبالتالي فإن معاملة الأراضي بالکمبوست يلعب دورا هاما في التقليل من أخطار تلوث الماء الأرضي بالعناصر الثقيلة.
أيضا إضافة الکمبوست أدي إلي إنخفاض ترکيز عنصري الکادميوم والنحاس المستخلص بال DTPA وکان التأثير أکثر وضوحا مع زيادة معدل إضافة الکمبوست وکذلک مع زيادة فترة التحضين. ويعزي هذا التأثير إلي تکوين معقدات غير ذائبة بين العنصر والمادة العضوية للکمبوست، وتم التأکد من هذه النتيجة عن طريق زيادة ترکيز هذان العنصران المرتبطان مع مستخلص بيرفوسفات الصوديوم کنتيجة لإضافة الکمبوست وزيادة مستوي التحضين. وعلي النقيض، زاد ترکيز الزنک المستخلص بال DTPA نتيجة زيادة کل من معدل إضافة الکمبوست وکذلک مدة التحضين والذي يمکن أن يعتبر ميزة في الأراضي الجيرية التي تعاني من مشاکل ترسيب الزنک، بينما بالنسبة للنيکل فقد أظهر سلوکا غير متأثرا بإضافة الکمبوست.
النتائج النهائية تشير إلي إمکانية إستخدام الکمبوست کوسيلة منخفضة التکلفة لتثبيت العناصر الثقيلة سواء الموجودة أصلا في التربة أو المضافة إليها وذلک عن طريق التقليل من ذائبية وحرکة العناصر خلال قطاع التربة، بالإضافة إلي تقليل صورة العناصر مثل النحاس، الکادميوم القابل للأمتصاص بواسطة النبات وبالتالي يقلل من مخاطر وصول هذه العناصر السامة إلي سلسلة غذاء الإنسان والحيوان.