تم إجراء هذه الدراسة لتقدير درجة الوعي الغذائي وبعض الممارسات الغذائية والصحية بين 80 سيدة تم اختيارهم عشوائيا من مستوين مختلفين اجتماعيا واقتصاديا. تم أيضا التعرف على بعض العادات الغذائية غير الصحية والتي تعد من المسببات لکثير من المشاکل الغذائية والصحية، کذلک تم سؤال السيدات عن تناول الأغذية المفيدة والضارة کما تم جمع البيانات الخاصة بالتعليم،الدخل,نسبة المنصرف من الدخل على الطعام، استهلاک بعض ألأغذية الضارة کذلک المفيدة،الاختيارات من الأغذية والمشروبات,مدى انتشار السمنة بين أفراد العائلة ودرجة النشاط البدني وممارسة الرياضة.
درجة الوعي الغذائي والصحي تم قياسها من خلال 20 سؤالا وکذلک تم التعرف على مدى معلومات السيدات تحت الدراسة بعلاقة العادات الغذائية والصحية الضارة وکذلک نقص النشاط, بالإصابة ببعض الأمراض (ارتفاع ضغط الدم, السرطان, أمراض القلب والشرايين, نقص المناعة, السکري والسمنة).
أوضحت النتائج أن الغالبية من الأسر في المستوى العالي کانت لديهم مستويات أعلى في کل من التعليم والدخل لذلک کان نسبة المنصرف من الدخل على الطعام أقل من الأسر ذوى المستوى المنخفض من الدخل والتعليم. أوضحت النتائج وجود بعض العادات الغذائية غير الصحية فقط بين المجموعة المنخفضة في المستوى الأجتماعى والاقتصادي حيث کان 72.5% منهم يستخدمون أوراق الجرائد للأغذية المحمرة بينما 87.5 % يضعون الأغذية في أکياس سوداء اللون. بعض العادات الضارة کانت منتشرة في کلتي المجموعتين ولکن کان نسبة انتشارها شديد الارتفاع في المجموعة المنخفضة مثل استخدام الزيت المدخن,تناول الکثير من المقليات،المخللات، الإفراط في الدهون خاصة من المصادر الحيوانية کذلک زيادة تناول المشروبات الغازية.أظهرت النتائج أن ارتفاع مستوى التعليم يتيح اختيارات أفضل من الأغذية والمشروبات وأيضا يؤدى لدرجة وعى أعلى من ذوى التعليم المنخفض حيث کانت السيدات الأعلى في التعليم اللاتي صنفن في مستوى الوعي الأعلى(درجة أعلى من 55) ثلاثة أضعاف مثيلاتهن في المستوى الأقل في التعليم,کذلک حصلت 52.5% من الأمهات الأعلى في التعليم على درجات وعى من 35 إلى أقل من 45 بالمقارنة ب 10% فقط في المستوى المنخفض.من الجدير بالذکر أنه من بين کل العوامل الاقتصادية و الاجتماعية فان کل من التعليم و الدخل لهما تأثير کبير على الاختيارات من الأغذية و المشروبات و الذي أثر بدورة على تناول الأغذية المفيدة وعلى الاهتمام بتناول وجبة الإفطار حيث کان 80% من المستوى الأعلى حريصين على تناول الإفطار بينما 60% من المستوى المنخفض لا يهتمون بتناولها.
مستوى التعليم أثر أيضا على المتناول من بعض الأغذية مثل المربى, الحلوى و المخللات أيضا کان له تأثير على ممارسة الرياضة (الذي له علاقة بزيادة الوزن) حيث کان 100% من الأطفال في المستوى التعليمي المرتفع يمارسون الرياضة في الأندية بانتظام مقارنة ب 22.5 % فقط في المستوى الأقل.
التعليم إضافة للدخل أثرا بشدة على العادات الصحية, الممارسات والمعتقدات حيث أنه بسؤال السيدات تحت الدراسة عن مدى معرفتهن بعلاقة العادات الضارة والأغذية غير الصحية ببعض الأمراض کانت الإجابات صحيحة ل 55% من الأمهات في المستوى الأعلى مقارنة ب 22.5% فقط في المستوى المنخفض. بخصوص مصادر المعلومات أوضحت النتائج أن التلفاز هو أهم مصدر للمعلومات في کلا المستويين. أوضحت النتائج الإحصائية علاقة عالية المعنوية بين المعلومات الغذائية,الوعي الصحي ومستوى التعليم حيث أظهر اختبار مان ويتنى فروقا عالية المعنوية بين کلتا المجموعتين في مستوى التعليم,الدخل وکذلک العادات السيئة, بينما وجدت علاقة معنوية بين المجموعتين في کل من مستوى الوعي ومدى المعرفة بعلاقة العادات الضارة والأغذية غير الصحية ببعض الأمراض.