ويعتبر المسکن الريفي مؤشراً للمستوى الاقتصادي والوضع البيئي بين القرى ومدى اختلاف المرافق فيما بينها، والسلوک البيئي لسکان القرى من حيث حماية الموارد الأرضية وعدم التوسع في البناء على حساب الأرض الزراعية واستخدام مواد البناء المصنعة على حساب تجريف الأرض الزراعية، کما يشير إلى المستوى الصحي لأفراد الأسرة بحمايتهم من التلوث الحشري والبکتيري وفقاً لنظافة المسکن ومراعاة الشروط الصحية في تصميمه، وأن التطور في شکل المسکن يتحدد بموقف الإنسان الذي يختلف باختلاف الحضارة التي ينتمي إليها والتي تضم عدة عوامل اجتماعية واقتصادية وثقافية متغيرة، کما أن المسکن بشکله وتصميمه يمثل نمط الحياة الاجتماعية في أي مجتمع، ويعکس مستوى معيشة أفراده إلى جانب أنه يعبر تعبيراً مؤشرا عن عاداته، وتقاليده. وإذا کان المسکن الملائم صحياً واجتماعيا واقتصاديا لفئات مختلفة من الأفراد أمراً صعباً في المدينة فإنه في الريف يزداد صعوبة لما هو معروف عنه من تأثره بالعديد من العوامل المجتمعية والتکنولوجية التي تجعل الأفراد يقبلون على العيش في مساکن بعينها ربما تکون في صالح تنمية الفرد والمجتمع وربما لا تکون في صالحهما. وقد استهدف هذا البحث بصفة رئيسية دراسة والتعرف على المتغيرات المجتمعية والإنسانية والعمرانية والتکنولوجية المؤثرة على مساکن الريفيين بإحدى قرى مرکز طنطا بمحافظة الغربية. هذا وقد تم تجميع البيانات البحثية باستخدام استمارة استبيان بالمقابلة الشخصية على عينة قوامها 200 مبحوثة من شاملة البحث بنسبة 10% من المساکن موضع الدراسة وذلک بقرية محلة منوف– محافظة الغربية، وقد تمثلت أساليب تحليل البيانات الاحصائى في کل من التکرار والنسبة المئوية– المتوسط الحسابي والانحراف المعياري، ومعامل الارتباط البسيط. وأسفرت النتائج عن أن هناک علاقة إرتباطية معنوية عند المستوى الإحتمالى 0.01 بين کل من بيئة وحالة المسکن کمتغير تابع وکل من المتغيرات المستقلة المتمثلة في: عمر المبحوثة، الحالة التعليمية لکل من المبحوثة وأبنائها، والسعة الحيازية الداجنة واستقلالية المعيشة. کما تبين ذلک وجود تباين کبير بين المبحوثات فيما يتعلق بکل من المتغيرات المتصلة بکل من استقلالية المعيشة، الحيازة الزراعية والحيوانية والمقتنيات المنزلية، کما أتضح کذلک وجود تباينا کبيرا فيما يتصل باتجاهاتهن نحو البيئة السکنية السليمة.